الاستثمار وقت الحروب والأزمات: الفرص والمخاطر

تعتبر الحروب والأزمات من الأحداث غير المتوقعة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي وبيئة الاستثمار؛ ففي ظل هذه الظروف، تنخفض الثقة في الأسواق المالية، ويتراجع الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم والسندات والعقارات. وفي المقابل، ترتفع أسعار السلع الأساسية، مثل النفط والغذاء؛ بسبب تعطل سلاسل التوريد. 

وقد اتضح ذلك جليًا في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها العالم اليوم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية؛  حيث يواجه المستثمرون تحديات كبيرة في إدارة أموالهم أوالحفاظ عليها أو الخوف من تأسيس مشاريع جديدة؛ على الرغم من وجود العديد من فرص الاستثمار التي يمكنهم الاستفادة منها في أوقات الحروب والأزمات، وهو ما سنسلط عليه الضوء في هذا المقال. 

ما مفهوم إدارة الأزمات؟

يمكن أن تحدث الأزمات في أي مكان وفي أي وقت، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأفراد والمنظمات والمجتمعات. يمكن أن تكون الأزمات طبيعية أو من صنع الإنسان، ويمكن أن تتراوح من الكوارث الطبيعية إلى الحوادث الصناعية والأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الحروب والهجمات الإرهابية.

إدارة الأزمات هي عملية تخطيط وتنفيذ وتقييم الاستجابة للأزمات. وهي عملية شاملة تتضمن تحديد المخاطر وتقييمها وتطوير خطط الاستجابة وتدريب الموظفين واختبار الخطط وتقييم الاستجابة الفعلية.

مخاطر الاستثمار في أوقات الحروب والأزمات

هناك العديد من المخاطر التي يجب على المستثمرين أخذها في الاعتبار عند الاستثمار في أوقات الحروب والأزمات، وتشمل هذه المخاطر ما يلي:

  • انخفاض أسعار الأسهم والسندات والعقارات: تنخفض أسعار الأسهم والسندات والعقارات بشكل عام في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك بسبب انخفاض الثقة في الأسواق المالية وزيادة المخاطرة.
  • ارتفاع التضخم: يرتفع التضخم بشكل عام في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية.
  • انخفاض قيمة العملة: تنخفض قيمة العملة بشكل عام في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك بسبب انخفاض الثقة في الاقتصاد الوطني.

فرص الاستثمار في أوقات الحروب والأزمات

بالرغم من وجود العديد من المخاطر للاستثمار في وقت الأزمات، توجد أيضًا العديد من فرص الاستثمار التي يمكن للمستثمرين الاستفادة منها في أوقات الحروب والأزمات، وتشمل هذه الفرص ما يلي:

  • الاستثمار في السلع الأساسية: ترتفع أسعار السلع الأساسية، مثل النفط والغذاء، بشكل عام في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك بسبب زيادة الطلب على هذه السلع من قبل الحكومات والشركات والأفراد.
  • الاستثمار في الأصول المادية: تظل الأصول المادية، مثل العقارات والذهب، أكثر استقرارًا في قيمتها من الأصول المالية في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك لأن هذه الأصول ذات قيمة حقيقية يمكن استخدامها في أوقات الحاجة.
  • الاستثمار في الشركات التي تقدم منتجات أو خدمات أساسية: تستمر الشركات التي تقدم منتجات أو خدمات أساسية، مثل الشركات الغذائية والأدوية، في تحقيق الأرباح في أوقات الحروب والأزمات. وذلك لأن هذه الشركات تلبي احتياجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.

اقرأ أيضًا:  ما هو مفهوم الفرنشايز؟ أهو فرصة استثمارية أم مغامرة خطرة؟

شركات ولدت في أوقات الحروب والأزمات

الأزمات الاقتصادية هي فرص جديدة للشركات الناشئة. عندما تنهار الشركات الكبرى، تترك وراءها فجوات في السوق يمكن أن تملأها الشركات الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تخلق الأزمات الاقتصادية احتياجات جديدة للمنتجات والخدمات، مما يوفر فرصًا للشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مبتكرة من خلال الاستثمار في هذه المنتجات.

فيما يلي بعض الأمثلة على الشركات التي ولدت  في أوقات الحروب والأزمات الاقتصادية:

  • شركة IBM: تأسست شركة IBM في عام 1911، في أعقاب الكساد الطويل. قدمت الشركة آلات تبويب لاستخدامها في التعداد السكاني الأمريكي، مما ساعدها على النمو بسرعة.
  • شركة Hewlett-Packard: تأسست شركة Hewlett-Packard في عام 1939، خلال الكساد الكبير. بدأت الشركة بتصنيع مقاييس التردد، ثم توسعت لتشمل مجموعة متنوعة من المنتجات الإلكترونية.
  • شركة Microsoft: تأسست شركة Microsoft في عام 1975، في أعقاب أزمة النفط. قدمت الشركة نظام التشغيل MS-DOS، والذي أصبح نظام التشغيل الأكثر شيوعًا في العالم.
  • شركة Amazon: تأسست شركة Amazon في عام 1994، خلال الركود الاقتصادي في التسعينيات. بدأت الشركة كشركة لبيع الكتب عبر الإنترنت، ثم توسعت لتشمل مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات.

هذه مجرد أمثلة قليلة من الشركات التي ولدت من رحم الأزمات الاقتصادية. أثبتت هذه الشركات أن الأزمات يمكن أن تكون فرصًا للشركات الناشئة التي لديها أفكار مبتكرة وقدرة على التكيف.

فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الأزمات الاقتصادية يمكن أن تكون فرصًا للشركات الناشئة:

  • انخفاض المنافسة: عندما تنهار الشركات الكبرى، تترك وراءها فجوات في السوق يمكن أن تملأها الشركات الناشئة.
  • الحاجة إلى الابتكار: يمكن أن تخلق الأزمات الاقتصادية احتياجات جديدة للمنتجات والخدمات، مما يوفر فرصًا الاستثمار للشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مبتكرة.
  • انخفاض تكاليف الإنتاج: يمكن أن تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى انخفاض أسعار السلع والخدمات، مما يجعل من الأسهل على الشركات الناشئة المنافسة.

نصائح للمستثمرين في أوقات الحروب والأزمات

فيما يلي بعض النصائح للمستثمرين في قبل خوض غمار الاستثمار في أوقات الحروب والأزمات:

  • كن مستعدًا لتحمل الخسائر: يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لتحمل الخسائر المحتملة عند الاستثمار في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك لأن هذه الأوقات تعتبر أكثر خطورة من الأوقات العادية.
  • قم بإجراء أبحاثك: يجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم قبل الاستثمار في أي فرصة استثمارية في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك للتعرف على الفرص والمخاطر المحتملة.
  • قم بتنويع محفظتك الاستثمارية: يجب على المستثمرين تنويع محفظتهم الاستثمارية في أوقات الحروب والأزمات. وذلك لتقليل المخاطر المحتملة.
  • حافظ على سيولة أموالك: يجب على المستثمرين الحفاظ على سيولة أموالهم في أوقات الحروب والأزمات؛ وذلك لمواجهة أي طارئ قد يحدث.
  • طور مهاراتك: الاستثمار أوقات الحروب والأزمات يتطلب فهمًا جيدًا وعميقًا للسوق، قد يساعدك على ذلك دراستك لماجستير إدارة الأعمال MBA والتي تقدم لك المعرفة الشاملة في أمور الإدارة والبيزنس. 

اقرأ أيضًا: استراتيجيات التسعير في التضخم

في النهاية، يمكن أن تكون أوقات الحروب والأزمات فرصًا استثمارية للمستثمرين المستعدين لتحمل المخاطر. ومع ذلك، من المهم أن يكون المستثمرون على دراية بالمخاطر المحتملة قبل الاستثمار في أي فرصة جديدة وحساب التكاليف جيدًا والأهم من ذلك التحلي بالصبر وتحمل المخاطر.

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *