لا شك أن جائحة COVID-19 أدت إلى تحوُّل العديد من برامج ماجستير إدارة الأعمال من نمط التنسيق والحضور الشخصي إلى التنسيق عبر الإنترنت على مدار العامين الماضيين.
يقول أحد أساتذة ماجستير إدارة الأعمال “نتوقع أن يتغير تأثير هذا الوباء على برامج ماجستير إدارة الأعمال، فبعضها يتم تقديمه عبر الإنترنت بالكامل، وبعضها يُقدَّم في الحرم الجامعي مع إتباع إرشادات السلامة الصارمة، وبعضها يكون مزيج من كلتا الطريقتين”، وذلك وفقاً لما قاله أحد أساتذة ماجستير إدارة الأعمال.
أما بالنسبة للطلاب، فيتعلق الأمر قبل أي شئ بالمرونة التي يتم توفيرها عند الدراسة عبر الإنترنت؛ وخاصة عندما تحتاج لأن تجمع بين كلاً من العمل، والسفر، والدراسة في نفس الوقت.
ووفقًا لمجلس قبول الخريجين في الإدارة ((GMAC، أوضح أنه زادت طلبات الإلتحاق ببرامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت بأكثر من 43٪ في عام 2020، مقارنة بـ 11.6٪ للبرامج التي تتطلب الحضور الشخصي.
هل يستحق الأمر دراسة ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت؟
يقول أحد الطلاب الدارسين لماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت بنسبة 100٪ (باتريك جيتلمان) في كلية إدارة الأعمال في برمنغهام إنه لم يكن بإمكانه دراسة ماجستير إدارة الأعمال بدون المرونة التي توفرها الدراسة عبر الإنترنت “كان الإنترنت هو الخيار الوحيد الذي نجح معي حتى لا أضطر إلى ترك وظيفتي لأصبح طالبًا بدوام كامل”.
أحد الكليات الشهيرة في ماجستير إدارة الأعمال (كلية برمنغهام) تُقسِّم فصول ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت حسب المنطقة الزمنية، وتُقدِّم “جلسات حية” كل أسبوعين لمجموعات تنظمها تصل إلى 25 طالبًا، من أجل تلبية هذا المطلب.
بينما يتم النظر إلى جلسات ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت على أنها دورات ثانوية داخل الحرم الجامعي، فإن مثل هذه التطورات في التكنولوجيا -التي تجلب المزيد من تجارب التعلم التفاعلية- تعني أن الجامعات تُقدم بشكل متزايد ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت كبدائل مباشرة لماجستير إدارة الأعمال التقليدي بدوام كامل.
يقول البروفيسور ((Dan Chexand أحد كبار أساتذة ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت، إن البرنامج يُقدم للطلاب نفس جودة تجربة التعلم مثل الدورات التدريبية التي تتم داخل الحرم الجامعي، ولكن مع طريقة توصيل مختلفة.
وتابع أن ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت هو برنامج في حد ذاته تم تطويره بشكل مُخصص للمساحة عبر الإنترنت، وتم تثمينه مع وضع سمعة الجامعة العالمية في الإعتبار.
يتسآءل البعض إذا كان الدفع من أجل ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت أمر يستحق؟
تتمثل إحدى طرق التفكير في قيمة هذا البرنامج في حساب عائد الاستثمار منه (ROI): من حيث الأموال المدفوعة لتلقي البرنامج، والراتب المُكتسَب بعد الإنتهاء من تلقي البرنامج.
ورغم انه من خلال هذا الحساب قد تبدو لك درجة ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت أقل “قيمة” من ماجستير إدارة الأعمال بدوام كامل.
لكن مقارنة “قيمة” ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت بهذه الطريقة أمر مضلل حقًا.
أولاً، لأنه تميل برامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت إلى جذب الطلاب الأكبر سنًا، والأكثر خبرة، والذين يجنون أكثر، ما سيجلب لك التفاعل مع العديد من الخبراء في مجالهم، وتوسيع دائرة علاقاتك.
ثانيًا، يذهب معظم طلاب ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت إلى العمل ويكسبون راتبًا جنبًا إلى جنب مع دراستهم، ما يعني أنه لا توجد “تكلفة الفرصة” للطلاب إذا تابعوا لمدة عام أو عامين لدراسة ماجستير إدارة الأعمال.
لذلك يقول GMAC إن الأمر يستغرق في المتوسط عامين ونصف العام لخريجي ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت لإسترداد إستثماراتهم مقارنة بثلاث سنوات ونصف لخريجي ماجستير إدارة الأعمال بدوام كامل.
ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت، لِمَن؟
يتضمن ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت فوائد أكثر من أن تتمحور حول المنافع المالية فقط، حيث سأل إستطلاع خريجي GMAC عدد 11000 من خريجي كليات إدارة الأعمال عما إذا كانوا يجدون شهادتهم مجزية على المستوى الشخصي، والمهني، والمالي.
أوضح 79٪ من خريجي ماجستير إدارة الأعمال بدوام كامل بأنهم يجدون برامجهم مجزية مالياً، مقارنة بـ 69٪ من خريجي ماجستير إدارة الأعمال المتخصص.
ومع ذلك، كان رأي الخريجين حول القيمة الشخصية والمهنية لماجستير إدارة الأعمال متشابهًا إلى حدٍ كبير، سواء حصلوا على ماجستير إدارة الأعمال بدوام كامل، أو برنامج MBA بدوام جزئي عبر الإنترنت.
تشير أبحاث GMAC إلى أن طلاب ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت هم الأكثر عُرضة من طلاب ماجستير إدارة الأعمال بدوام كامل لأن يكونوا مدفوعين بالتقدم الوظيفي من ترقيات، أو زيادة في الراتب.
وعلى الرغم من الإختلافات بين البرامج، تقول “ليلى” إن طلاب ماجستير إدارة الأعمال بدوام كامل وطلاب ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت يُمكِنهم الحصول على نفس النوع من العائد الشخصي، والمِهَني:
حيث قالت “في كل مرة كنت أرى فيها طالب ماجستير إدارة الأعمال بعد سنوات قليلة من التخرج، كنت أسأله: هل كان الأمر يستحق ذلك؟ ورغم ذلك لم أقابل حتى الآن أي شخص أجابني بالنفي، فالتحوُّل بين البرنامجين مُتشابه سواء كانوا خريجين من برنامج عبر الإنترنت، أو وجهًا لوجه”.
عليك التفكير في دراسة ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت، إذا كان:
- لديك إلتزامات عائلية، أو تعمل، أو غيرها من الإلتزامات التي تتطلب جدولاً أكثر مرونة، حبث تسمح برامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت للطلاب بالدراسة في الأوقات الأكثر ملاءمة لهم؛ وبذلك لن يفوتك فصل دراسي، ولن تقضي وقتك ومالك في التنقل إلى الحرم الجامعي.
- تريد حضور برنامج MBA يقع بعيدًا عن المكان الذي تعيش فيه، فالدراسة عبر الإنترنت تعني أنك ستتمكن من البقاء في مكانك، مما يوفر مرونة إضافية للطلاب الذين لديهم أي إلتزامات شخصية أو مهنية.
كما أنه قد تتسبب تكاليف السفر في تعثرك، لأنه من الشائع لدى العديد من الجامعات أن تتضمن برامج ماجستير إدارة أعمال عبر الإنترنت لديها جلسة فصلية، أو نصف سنوية قصيرة داخل الحرم الجامعي، حتى يتمكن الطلاب من الإلتقاء وجهًا لوجه.
- لديك الكثير من التحفيز والإنضباط الذاتي، فرغم المرونة التي يمنحها دراسة ماجستير إدارة الاعمال عبر الإنترنت إلا أنه يتطلب مزيدًا من الإلتزام، لمواكبة الفصول الدراسية والعمل المُكلّف به، حتى لو لم يكن الأساتذة وأقرانك في الدراسة حاضرين كما هو الحال في الحرم الجامعي.
- يُمكِنَك من خلاله الوصول إلى تقنية موثوقة، والتي ستحتاج معها على الأقل إلى إتصال سريع بالإنترنت، وجهاز كمبيوتر به ذاكرة كافية، وبرامج مناسبة، لأنك سوف تحتاج إلى إستخدامهم كثيراً!
- لديك مهارات كتابة قوية لأن معظم الإتصالات مع المدرسين وزملائك في الدراسة ستكون عبر البريد الإلكتروني، لذلك ستحتاج إلى التعبير عن نفسك بوضوح (خاصة إذا كنت بحاجة إلى مساعدة).
إذا كنت تريد معرفة المزيد عن برامج ماجستير إدارة الأعمال عبر الإنترنت التي تُقدِّمها ECC، والتي تمنحُك المؤهلات الكافية لدعم حياتك المهنية مع أقوى الإعتمادات الدولية، فاتصل بنا الآن، واستفسر عن المزيد من دوراتنا وبرامجنا المتوفرة.
قم بزيارة موقعنا على الرابط أدناه
أو راسلنا على صفحة الفيسبوك