وظائف ومهارات الإدارة الفعالة

مر العالم بالعديد من التغيرات الإقتصادية في الآونة الأخيرة والتي أثرت بدورها على قطاع الأعمال مما أدى إلى زيادة المنافسة فيه بشكل متسارع ومع تعدد المشروعات وتعقد مهامها أصبح تطبيق الفكرالإداري على أرض الواقع أكثر أهمية وشمولًا لتحسين بيئة العمل

حيث ترتبط الإدارة بشكل أساسي بإستغلال كافة الإمكانات المادية والبشرية لتسيير شؤون المنظمة لتحديد الطاقات الإنتاجية والعمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة

ما هي الإدارة ؟

تنطلق الإدارة من وجود هدف أساسي للمنظمة تسعى لتطبيقه من خلال الإمكانات المتاحة على كافة المستويات

فهي أداة تنفيذ الأعمال من خلال القيام بوظائف التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة حسب الهيكل الإداري والتنظيمي للمنظمة إضافة إلى حث وتحفيز الآخريين على تنفيذ الأعمال المخطط لها

 ما هي وظائف الإدارة ؟

تتمثل وظائف الإدارة في أربع وظائف رئيسية (تخطيط، تنظيم، توجيه،رقابه) 

التخطيط

يعد التخطيط هو أساس عملية الإدارة حيث يركز بالأساس على تحديد أهداف المنظمة وسبل تحقيقها من خلال استغلال الموارد المتاحة سواء داخلية أو خارجية ، فإن المدير يحدد ويصف النتائج المرجوه، ويعتمد على خبرته ومهاراته في دراسة الوضع الراهن ورسم خط سير الأعمال لتحقيق الأهداف المنشوده

التنظيم

لا يمكن للمؤسسة أن تعمل بشكل جيد إلا من خلال هيكل تنظيمي منضبط . حيث يعمل التنظيم على تخصيص المهام والموارد وإقامة الدوائر والأقسام والتنسيق بينها لتحديد اتجاه تدفق السلطة وتقسيم الاعمال بطريقة متماسكة وفعالة من أجل تحقيق الأهداف المحددة . فبواسطة التنظيم يستطيع المُدراء نقل الخطط إلى فعل حقيقي وتنفيذي من خلال الوظائف والأفراد ودعمهم بالتكنولوجيا والموارد اللازمة.

التوجيه

يعتبر التوجيه أحد أهم مراحل عملية الإدارة حيث يهدف إلى إصدار الأوامر والتعليمات وتقديم الإرشادات للعاملين ليتبين لهم طريقة وكيفية تنفيذ الأعمال ،وذلك عن طريق توفير المناخ والقيادة والمحفزات التي تحقق تحرك الأفراد في الأتجاه السليم لتحقيق الأهداف بدلاً من تشتت الجهود البشرية في اتجاهات تحد من تحقيق الأهداف.

الرقابة

لا تقتصر الرقابة على مجرد مطابقة ما هو منفذ فعلاً مع ما هو مخطط ، بل تسعى للتأكد من أن ما يتم انجازه يكون بالشكل الأمثل، وبأقل تكلفة وجهد وأعلى عائد، فهي تبحث في أسباب ومبررات الإنحرافات والأخطاء التي يتم ارتكابها لإيجاد الوسائل والطرق لمنع ظهورها مستقبلاً. وهكذا يمكن القول بأن الرقابة هي وسيلة لتحسين مستوى أداء المنظمة من خلال متابعة ومراقبة مستوى الأداء والإنجاز الفعلي ومقارنة هذا الإنجاز بمعايير الأداء المستمدة من الأهداف المحددة، من خلال اكتشاف النقاط الإيجابية وتعزيزها، واكتشاف الاختلافات بين الإنجاز الفعلي والمخطط، وتحديد أسباب ذلك، ثم اتخاذ الإجراءات التصحيحية، ومنع تكرارالإنحرافات مستقبلاً.

ما هي المهارات الإدارية ؟

من الطبيعي أن تحتاج للعديد من المهارات الفنية والفكرية لتحقيق الأهداف المخططة وذلك على كافة مستويات الشركة بدايةً من الإدارة العليا مروراً بالإدارة الوسطى وصولاً للإدارة المباشرة، لذلك تعد المهارات الإدارية مفتاح لتحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية على كافة الاصعدة.

وتنقسم المهارات الإدارية إلى ثلاثة أنواع أساسية وهي :-

المهارات الفنية :  تتجسد المهارات الفنية للمدير في الجوانب التخصصية للمعرفة والخبرة، وفي القدرة على تطبيق تلك المهارات في المهام الموكلة له

المهارات الانسانية : تلك المهارات التي تساعد المديرين على التفاعل، العمل، والتواصل الفعال مع الناس. حيث تمكٌنهم من الإستفادة من الإمكانات البشرية في المنظمة وتحفيز الموظفين لتحقيق نتائج أفضل.

المهارات الفكرية : تتمثل في القدرة على تحقيق التكامل بين الأنشطة المختلفة ورؤية المنظمة ككل، والقدرة على تحليل المشكلات وتشخيصها وإيجاد حلول مبتكرة لها،والقدرة على التخطيط الإستراتيجي واتخاذ القرارات، والسعي لتحقيق الأهداف العامة للمنظمة.

والجدير بالذكر أن المهارات الفكرية تحتاجها المستويات الإدارية العليا أكثر من غيرها، كما تزداد أهمية المهارات الفنية في المستويات الإدارية الدنيا،وذلك على عكس المهارات الإنسانية التي تتساوى في كل المستويات الإدارية في المنظمة.

وبالتالي تعد المهارات الإدارية حجر أساس لكل مدير حتى وإن اختلفت أهميتها حسب المستوى الإداري له في الهيكل التنظيم إلا أنها أحد العوامل الأساسية لتحقيق أهداف المنظمة.

إذن، كيف تصبح مديراً ناجحاً؟!

اجعل نظرتك شمولية

عليك توسيع إطار رؤيتك للمواقف والأحداث التي تحدث من حولك وتفكر بطريقة مختلفة، فالصورة بها العديد من العناصر، عليك أن تربط وتحلل لتصل بالنهاية لرؤية ايجابية ثاقبة، تساعدك على بناء تصور فكري راقي،وتنفيذ الأعمال بطرق إبداعية ومبتكرة تحقق المراد على أكمل وجه وبالطريقة التي تضمن نجاح المنظمة واستمراريتها .

حافظ على التواصل الفعال

 إن أردت أن تكون مديراً ناجحاً يجب أن تهتم بالتواصل المستمرمع كل فرد من موظفيك، وأن تكون قادرًاعلى نقل كل ما توده بكل وضوح ودقة، وعندما تحصل على تعليقات قيمة، ابذل جهدًا واعيًا لإتخاذ إجراء بناءًا عليها. والذي بدوره يؤدي لجعل موظفيك قادرين على إحداث فرق إيجابي وملموس في بيئة عملهم.

التحسين من أداء الموظفين وتقدير مجهوداتهم

يهتم المدير الناجح بأداء موظفيه ومهاراتهم المهنية، لأنها أهم عامل في إنجاح مشروعات الشركة وتحقيق أهدافها.  لذلك عليك أن تسعى جاهداً لتحسين أداء موظفيك ومهاراتهم ،وذلك بتوفير أفضل المصادر والعوامل التعليمية التكنولوجية والبشرية. وأن تحرص على إعطائهم المهام المناسبة، التي تمكّنهم من اكتساب مهارات جديدة تصعد بهم وبالشركة. فلا يعمل الموظفين بإجتهاد من أجل العائد المادي فقط، بل إنهم بحاجة إلى معرفة أن جهودهم موضع اهتمام وذلك بتقديرها والمكافأة عليها حتى وإن كان الأمرمعنويًا ،حيث يساهم ذلك في خلق حافز كبير لمواصلة العمل بأعلى انتاجية ووفق وتيرةٍ عالية المستوى تحقق النتائج المرجوة دومًا

المرونة

عليك أن تتحلى بالمرونة في التعامل مع المتغيرات المفاجئة وأن تتكيف بأسرع وقت مع البيئة المحيطة، فسرعة اتخاذ القرارات في الوقت المناسب تساعدك على حل المشكلات بشكل فعّال وتجنب تعطيل إنتاجية العمل .كما عليك أن تتقبل انتقادات الآخرين بل والإنصات الجيد لها، لأن هذا سيساعدك في تحديد معوقات العمل ومحاولة ايجاد حلول مبتكرة للتعامل معها.

الاستنتاج :-

تُعد الإدارة وسيلة المؤسسات الناجحة في تحقيق أهدافها وطموحاتها حيث يتوقف نجاح المؤسسة أو المنظمة على الأسلوب الذي تدار به، مهما كان حجمها سواء كان صغيراً أو متوسطاً أو كبيراً، فالإدارة لها دورغاية في الأهمية في وضع خطة واضحة لسيرالأعمال والإستغلال الأمثل للموارد المتاحة وتحقيق أقصى استفادة منها .

وذلك بالتوازي مع تطوير عناصر الإنتاج، و تعظيم الكفاءات و المهارات البشرية، و إطلاق الطاقات و تجديدها من خلال التأهيل والتدريب ، لتحقيق التصورالإستراتيجي البنّاء الذي يساعد على استمرارية  ونمو المنظمة وتحقيق أهدافها.

 

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *