عناصر التخطيط الاستراتيجي

ينفرد عصرنا الحالي باللامحدوية في التغيرات التي تطرأ على بيئة العمل على كافة الأصعدة ، فلم يعد للمنظمات حدود لإمكاناتها، ومع تلك المتغيرات والثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي كان لها الفضل في تسهيل بيئة عمل المنظمات وتحقيق أهدافها إلا أنها أظهرت جانب من المنافسة ذو طراز عالي التكوين والمعرفة والذي أدى بدوره لدفع المنظمات لتكثيف جهودها الأستراتيجية لرصد مستقبلها والتنبؤ بالتحديات التي يمكن أن تواجهها لضبط جاهزيتها على الساحة التنافسية 

وهنا يأتي البعد الأستراتيجي للتخطيط كبوصلة لرسم طريق واضح الخطى للمنظمة وضبط أولوياتها بالتبعية لتحقيق أهدافها 

ولكن ما هي عناصر التخطيط الأستراتيجي التي تجعله أحد الأعمدة الهامة ومرتكز أساسي  للمجال الإداري في قطاع الأعمال ؟

هذا هو ما سنتطرق له في مقالنا التالي.. 

مفهوم التخطيط الإستراتيجي

يمثل التخطيط الإستراتيجي عملية شاملة تعمل على دراسة البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة والمتغيرات والمخاطر والتحديات المحيطة بها لصياغة إستراتيجية تعمل على تشكيل وتوجيه المنظمة نحو القرارات والإجراءات التي تنقلها من الوضع الحالي إلـى الوضع المأمول بما يتناسب مع أهدافها وخدمة مصالحها 

عناصر التخطيط الإستراتيجي

يحتوي التخطيط الإستراتيجي على عدة عناصر أساسية ألا وهي 

الرؤية: تمثل الرؤية الإتجاه العام للمنظمة والإطار الإستراتيجي الذي يحدد هويتها كما أنها المكانة المستقبلية التي تسعى المنظمة  للوصول إليها 

الرسالة: تمثل الرسالة أعلى مستوى لهيكلة الأهداف إذ أنها تضمن الهدف الشامل من وجود المنظمة  حيث أنها تجيب بوضوح على أسئلة مثل : ماذا تفعل المنظمة ؟ وما الذي يميزها عن غيرها من المنظمات؟ 

الأهداف الإستراتيجية :تأتي الأهداف الإستراتيجية كتحليل للرؤية والرسالة على شكل خطوات محددة يجب اتخاذها لتحقيق غايات المنظمة فهي تساعد في الإنتقال من البيانات الإسترشادية والإستراتيجيات الأساسية للإجراءات التي ستتخذها المنظمة لجعلها واقع ملموس وبالطبع وضع معايير واقعية وقابلة للتنفيذ والقياس الكمي الذي يهدف إلى تقييم النتائج بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع 

القيم والمبادئ

تعد القيم هي المظلة التي تجمع السلوكيات والمبادئ والمماراسات الإحترافية التي تتبناها المنظمة لتحقيق رؤيتها الإستراتيجية أما بالنسبة للمبادئ فهي ترتبط بثقافة إدارية عالية الجودة مما ييسر عمل المنظمة ويوجهها للمسار الصحيح الذي يؤدي لتطورها وتطبيق سياستها لتحقيق أهدافها المرجوة 

خطة العمل: تمثل خطة العمل خطوة أساسية في التخطيط الإستراتيجي حيث تسهل انجاز المهام المحددة وزيادة الإحساس بالمسؤولية، كما تشمل عملية تنفيذ ومتابعة دورية لتجنب أخطاء التخطيط ،وتنقسم الأهداف فيها إلى قصيرة الأجل وطويلة الأجل تلك التي ترتبط برؤية المنظمة 

أهمية التخطيط الإستراتيجي

  • تكمن أهمية التخطيط الإستراتيجي في كونه سبيل المنظمة لتخطيط مستقبلها والبقاء ثابتة على أهدافها وإضافة قيمة حقيقية للشريحة المستهدفة التي تأسست لخدمتها
  • يضمن التخطيط الأستخدام الأمثل للموارد وذلك من خلال التركيز على الأولويات الرئيسية للمنظمة مما يزيد من كفاءتها وفعاليتها 
  • يركز على إعداد الكوادر للمستويات الإداريـة العليـا وذلك من خلال تدريبهم علـى التفكير والمشـاكل التـي يمكـن مواجهتها  وكيفية التعامل معها من خلال  مجموعة من المهارات المطلوبة لإنجاح المنظمة وتطويرها للوصول لدرجة عالية من التقدم وتحقيق الاهداف 
  • خلق بيئة عمل مناسبة للإبتكار والخروج بأفكار مختلفة وجديدة للمنافسة في السوق والإستعداد لأي فرص أو تحديات مستقبلية 
  • يساعد في دراسة العوامل الخارجية والتغيرات التي تطرأ على الصناعة وبالتالي قدرة المنظمة على التكيف على الأوضاع الحالية وتخطيط المسار المستقبلي للمنظمة 
  • يعمل على تزويد منظمـات الأعمــال بالفكرالإستراتيجي الذي يعد أحد أهم العناصـر داخـل المنظمة لمـا لـه مـن أهميـة فـي تكوين وتقييم كـل مـن الأهداف والخطط والسياسات المتبعة 

وأثبتت الأحصائيات أن المؤسسات التي تمتلك خطة استراتيجية تكون أنجح وأكثر تطوراً بنسبة 30% عن تلك التي لا تمتلك خطة استراتيجية خاصة بها وقد تم أخذ تلك العينة من مجموعة من المؤسسات منذ عشر سنوات، فماذا عن الأمر الأن؟! حيث تتواجد المنظمات في ظل المنافسة العالمية الشديدة والإنفتاح والتكامل الإقتصادي العالمي. 

مما سبق نستنتج أن التخطيط الإستراتيجي أحد أهم الوسائل الحديثة التي يكمن فيها نجاح المنظمات في قطاع الأعمال فالتخطيط يمثل منهجية شاملة لصناعة التغيير حيث يستخدم أساليب غير نمطية للوصول بالمؤسسة لأفضل نتائج ممكنة.

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *