القيادة ونظرية ماهان وماكيندار

القيادة هي الرقابة التفاعلية والتوجيه الانساني الاخوي وليست السلطوية والشمولية كما هو متعارف عليه في السلوك السياسي تاريخيا و في العلوم الادارية التقليدية.

مفهوم السيد المسيح للقيادة هو خدمة الناس لا التسلط عليهم والتفكير في كيفية مساعدتهم واستثارة عقولهم للتفكير في هذا السؤال ويدفعهم للتفكير الدائم في تطوير أنفسهم بأنفسهم.

أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا. الإنجيل على يد متى أصحاح 20 آيات 25 و 26

ومفهوم القيادة من القران الكريم هو لست عليهم بوكيل وقلوب الناس ملك لهم وادائهم يتوقف علي محبتهم لك وللعمل بعيدا عن الاجبار والديكتاتورية

الاختلاف ضرورة حتمية والقدرة علي الاقناع مهارة  تكتسب وهي مبنية علي حقيقة ان دورك القيادي والاداري هو النصح الانساني ومعاملة المورد البشري بانسانية واحترام للكرامة بدون اجتياز اي حدود والتعامل بمفهوم التذكرة  والارشاد الدائم بدون سخرية او نقد زائد عن الحد او محاولة ممارسة اليات الاجبار :

 فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ

نظرية ماهان وماكيندير من عالم العلوم السياسية الي اسقاطات في عالم الاعمال والمال .

وفق كتاب قائد ضد الرصاص لمحمد نبيل المصري : نظرية ماهان في الادارة  Mahan’s theory

ألفريد ثاير ماهان , ضابط علم في الجيش الامريكي ومن اعلام امريكا واصبح لفكره تطبيقات عديدة في مجاله العسكري .  

وكان أيضًا مؤرخًا، وقد أُطلق عليه لقب “الاستراتيجي الأمريكي الأكثر أهمية في القرن التاسع عشر الميلادي.

وكان مفهومه عن “قوة البحر” مبنيًا على فكرة أن الدول صاحبة القوة البحرية الأعظم سيكون لها التأثير الأكبر في جميع أنحاء العالم؛ ومن المعروف أن هذا المفهوم قُدِمَّ من خلال كتاب تاريخي وهو تأثير قوة البحر على التاريخ .

وقد كان لهذا المفهوم انعكاسه الهائل في صياغة الفكر الإستراتيجي للقوى البحرية في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وكذلك بريطانيا؛ ممَّا أدى في نهاية الأمر إلى تنافس الدول الأوروبية على الأسلحة البحرية وذلك في تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، والتي شملت أيضًا الولايات المتحدة. وما تزال أفكاره مسيطرة على مبادئ البحرية الأمريكية.

قد يسأل القاريء الكريم وما علاقة ذلك بنا في القرن الحالي وعلوم التأثير والقيادة ؟ !

 واليك الاجابة عن اهم الدروس المستفادة من نظرية ماهان

ماذا نتعلم من ماهان ؟

نتعلم منه ان في الادارة هناك امور قشرية وامور عميقة ومن يسيطر علي اللب والعمق يسيطر ويحقق نجاح مثل من يسيطر علي البحار يسيطر ويصبح له نفوذ في الواقع السياسي

علي سبيل المثال اختيار و احسن الماكينات في المصنع شيء قشري رغم اهميته اما العمالة المدربة المتحمسة للعمل شيء عميق فعلي المدير الاهتمام بالامور التي تحدث الفارق لان ماكينات بلا بشر لا قيمة لها

فهناك عوامل مؤثرة وهناك عوامل مرجحة في القيادة . فالعمولة عامل مؤثر لتحفيز الموظف ولكن الاهتمام به والعناية به وتقديره وامداده بجو الحب والحنان كل تلك الامور عوامل مرجحة اي تقلب الموازين وتغير كل شيء للافضل والمعاملة السيئة تدمر الحالة المعنوية العامة وبالتالي الانتاج فهناك علاقة طردية بين الانتاج والحماس فكلما زاد الحماس زاد العمل.

ابحث عن الفرق الذي يحدث الفارق دائما وابدا

 A difference which makes the difference

نظرية ماكيندار 

Mackinder’s Heartland Theory

فلقد الفها السير هالفورد جون ماكيندور وهو جغرافي بريطاني وكتب ورقة بحثية عام 1904 وقال فيها ان من يسيطر علي اوروبا الشرقية سوف يسيطر علي العالم ونص افتراضه البحثي كالتالي

من يتحكم في اوروبا الشرقية يتحكم في في قلب الارض ” وهي قلب منطقة اوروبا واسيا”

Who rules East Europe commands the Heartland

ومن يتحكم في قلب الارض يتحكم في اوروبا-اسيا

Who rules the Heartland commands the World-Island

ومن يتحكم في ذلك يحكم العالم

Who rules the World-Island commands the world

و علي نفس الوتيرة اؤكد ان من يحكم قلوب الناس يحكم حماسهم و يضمن ادائهم ومن يضمن الاداء يضمن النتائج ونسب النجاح المرتفعة بلا ادني شك

فلا تحاول البحث عن الحلول السحرية بينما السحر كله في اسلوبك وطريقتك وتصورك عن موظفيك وفريق عملك وكما اكد ماكيندار ان القوة البشرية هي القوة الاهم ويقاس بها تقدم الامم .

فاسأل نفسك هل انا كقائد احكم قلب الانسان ؟ هل انا محبوب ؟ هل انا قادر علي التوجيه والاهتمام بانجاز المهام دون ان اخسر الاخرين ؟

الجناح الاول هو  فن قيادة النفوس  ومهارات السيادة علي الذات اي التحكم الذاتي

People orient

الجناح الثاني وهو فن قيادة النفوس نحو مزيد من العمل والانجازات المستمرة

Production orient

عليم ان تصبح متوازنا في الجانبين : النفسي والانتاجي وتدير الاخرين بمفهوم القدوة اي ان تصبح قدوة لهم ومثل يحتذي به وتطبق ما تقوله وتمارس العملية الانتاجية وتشاركههم افراحهم واحزانهم.

سأستمع وأنسى، أرنى و قدأتذكر وأعمل معي ولن انسي وبتلك الطريقة افهم القيادة الحكيمة الراشدة المعتمدة علي قوة التواجد الدائم في اي وقت عندما يحتاجك الموظفون وتواجدك المستمر يخلق الامان.

ادرس وتعلم عن القيادة وتاريخها وسمات القائد  وانواع النظريات المختلفة وهي التي تكون هدفها توليد قدرات لقيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات متميز  والتركيز علي النجاح في اداء المهام وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فهم الوضع الحالي وما يؤثر عليه من مستجدات كما أنها تكون قادرة على فهم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها.

 فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خططها، أبدعت أساليب متطورة وغيرت من خططها لخلق ظروف أفضل للنجاح. إن هذا النوع من القيادة تكون متبصرة للمستقبل آخذة بعين الاعتبار إنجازاتها في الماضي.

 فهي كقائد السيارة، ينظر في معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفينة والأخرى في المرآة ليرى ما خلف وراءه

اطلع علي القواعد القيادية ومهارات التحفيز والذكاء العاطفي وفن التحكم في المشاعر وممارسة القيادة السلوكي و هذه القيادة تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي وضعتها

 وهؤلاء الناس اي المورد البشري هم دعامة القيادة الرئيسية وهم الفرق التي تحقق النجاح لها بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.وتلك النظريات تعمق حس الفريق والعمل في اجواء عائلية وترسيخ مفهوم ان الشركة هي عائلتنا الثانية و إن وجود الفرق يؤدي إلى طمأنة الأفراد خاصة عندما يخرجوا من نطاق “منطقة الراحة” التي تعودوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا بداخل هذه المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.

 التوازن بين الانتاج وكونك قائد حرب وبين كونك الطبيب النفسي المعالج والمحفز لفريقك لخلق القيادة المتبصرة والتي  تُخرج أفراد الفرق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصنوا بالبصيرة ووسع الأفق والتدرب على العمل بفعالية اكبر مع بعضهم البعض

 إن العمل خارج منطقة الراحة يضع الفرق أمام تحدٍ لانفعالاتهم ومقدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.

ودور القائد ان يعلم تلك الحقيقة ويستعد بها جيدا ويحضرهم للتحديات المختلفة نفسيا ومهاريا ويعلمهم ضبط النفس وفنون الاتصال.

 مجرد الخروج الي هو بداية العمل خارج منطقة الراحة  ودورك القائد هو خفض التوتر وضغوط العمل وسيتعلم الكثير من التقنيات في هذا الكتاب لتساعد أفراد الفرق على فهم بعضهم بعضاً وتركز على الكيفية التي يستطيعون بموجبها أن يكونوا أكثر فعالية.

 وهنا فإن الفرق تسعى إلى استنباط حلول للمهام التي تود إتمامها، ويتبادل أفراد الفرق الآراء ويضعون القرارات السريعة ويستطيعون التواصل بشكل سريع وفاعل

التحديات ستظل موجودة وهي ليست قبيحة دائما لانها تساعد على تطوير مهارات جديدة لحل المشاكل وكذلك لتطوير المهارات القيادية لدى الأفراد.

  ونرى مما تقدم أن العمل ضمن الفرق يؤدي إلى: إحراز نتائج متميزة للفرد والفريق ودور القائد هو احداث التناغم بين الجميع.

تعلم تطوير الثقة والتفاني في العمل كمثل وقدوة للجميع  و كن مثلا اعلي في الفهم الايجابي المتبادل بين الأفراد وإدراك مدى الطاقة الايجابية في كل  انسان  و لدى الأفراد وبناء الثقة بينهم وتمكينهم و تطوير روح الفخر لدى الأفراد بسبب إنجازاتهم و ممارسة نوع من اساليب الإثارة  والفرح لكسبهم المعرفة من بعضهم بعضاً وتحفيزهم و التعلم على العمل المتميزبالكفاءةوالفاعلية والعمل الجماعي

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *