أصبحنا اليوم في عالم رقمي الهوية تسوده الأجهزة الإلكترونية الحديثة وتتحكم فيه محركات البحث والعوالم الافتراضية حيث تتزايد قدرتنا على الحصول على المعلومات عن اي شئ في العالم بضغة زر واحدة. والفضل في ذلك يعود لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي الذي اصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية
وقد ظهر ذلك بشكل واضح مجال التسويق حيث أظهر تقرير business insider أن 51% من المسوقين يستخدمون شكلًا من أشكال الذكاء الاصطناعي على الأقل، كما يخطط 27٪ لإضافته إلى استراتيجات التسويق الخاصة بهم في الاعوام المقبلة .
فقد ساعد الذكاء الاصطناعي العديد من المسوقين على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات سواء من رسائل البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الويب في وقتٍ سريع. والذي بدوره أدى إلى قدرة المسوّقين على استخدام نتائج تلك التحليلات لتعزيز أداء حملاتهم التسويقية وتحسين العائد من الاستثمار ROI .
ولكن ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وما هي استخداماته وأهميته في مجال التسويق؟ وكيف يمكن أن يساعد المسوقين لتحقيق أهدافهم وتعزيز أداء حملاتهم التسويقية ، هذا هو ما سنتطرق له في مقالنا التالي
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
يمثل الذكاء الإصطناعي كافة الأنظمة و الأجهزة التي تحاكي نمط الذكاء البشري في أداء المهام المختلفة والتي يمكنها التحسين من نفسها تلقائيًا استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها مع تحليلها بهدف تعزيز القدرات البشرية بشكل كبير للقيام بالمهام بشكل أكثر كفاءة .
ما هو التسويق بالذكاء الاصطناعي؟
يعرف التسويق بالذكاء الإصطناعي على أنه استخدام التقنيات الحديثة لجمع وتحليل البيانات مما يساعد على الفهم العميق للعملاء ومعرفة توجهاتهم وبالتالي توقع تحركاتهم التالية وإتخاذ قرارات آلية طبقا لتلك المعلومات مما يساهم في تطوير وتسريع عمليات التسويق وتحسين رحلة العميل .
ويظهر ذلك في العديد من البرامج مثل استخدام برمجيات G-Mail. التي تستخدم ذكاء الآلة في مجال الكتابة الذكية, فتقوم بقراءة النص الذي تكتبه وتفهمه وتتوقع ماذا ستكتب بعدها, ثم تقوم بإظهار هذه المقترحات لك لتسريع عملية الكتابة.
أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق
اكتساب فهم أكبر للعملاء : 76%من العملاء يتوقعون أو بشكل أوضح يحتاجون أن تتفهم الشركات توقعاتهم واحتياجاتهم ومع تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من السهل على المسوقين فهم ما يفكر فيه المستهلكون وما يشعرون به بشأن علامتهم التجارية، مما يساهم في تحسين تجربة المستخدم الخاصة بهم مع تحقيق أكبر قدر من الكفاءة والفعالية
تقليل الأخطاء: قد ساهم الذكاء الإصطناعي في تقليل التدخل البشري في عمليات التسويق بشكل كبير, وبالتالي تقليل الأخطاء البشرية التي من الممكن أن تحدث وبالأخص تلك التي ترتبط بأمن البيانات. بل والمساهمة في جعل الحملات التسويقية ذات صلة بالجمهور المستهدف وبالتالي زيادة كفاءة الخدمات المقدمة
رفع معدل العائد على الاستثمار حيث ساعد الذكاء الاصطناعي في زيادة معدل رضا العملاء ل 75% من المؤسسات المستخدمة له بنسبة 10%، كما حققت 3 من كل 4 شركات نفذت الذكاء الاصطناعي زيادة في المبيعات بنسبة 10٪ .
تخفيض التكاليف : تساهم تقنيات الذكاء الإصطناعي في التخلص من العديد من العمليات التي تستنزف موارد المؤسسة، حيث يمكن إكمال المهام المتكررة التي تحتاج إلى العديد من الموارد لتنفيذها بسرعة وكفاءة أكبر ودقة أعلى وعمليات تنفيذية أقل مما يؤدي بدوره إلى خفض التكاليف وزيادة الإيرادات.
ما هي طرق الاستفادة من االذكاء الاصطناعي في التسويق ؟
التنبؤ بالمبيعات.
يساعد تطبيق الذكاء الإصطناعي في التسويق على التنبؤ بالمبيعات المستقبلية ومعدل الطلب على المنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسة. فمن خلال مشتريات العملاء السابقة، يمكن التنبؤ بالمنتجات التي سيقومون بشرائها فيما بعد وتحديد كميتها.وبالتالي تحديد المنتج الذي يجب الترويج له من أجل زيادة المبيعات. كما تساعد هذه الطريقة على تجنب البيع المفرط من أحد المنتجات أو بيع المنتجات غير المتوفرة. وتساعد أيضاً في عمليات إدارة المخزون وتوقع كمية المنتجات التي يجب توافرها في المخزن.
جمع البيانات.
لا مكان للارتجال في عالم اليوم، ينبغي أن تتخذ كل قراراتك التسويقية بناءً على البيانات حيث تعتبر البيانات والمعلومات في عصرنا الحالي أحد أهم موارد الشركة إن لم يكن الأهم على الإطلاق، حيث يستطيع الذكاء الإصطناعي جمع كم هائل من البيانات من شبكات التواصل الإجتماعي والويب وتحليلها, وتساهم هذه البيانات في تحليل تقلبات السوق، وتحليل سلوكيات العملاء ورغباتهم وميولهم مع معرفة السوق الخارجية والتنبؤ بالاتجاهات العامة ، وبالتالي بناء استراتيجياتك وحملاتك التسويقية بنجاح
تحليل البيانات.
تتمكن برامج الذكاء الاصطناعي من تحليل الصورة الذهنية التي تتمتع بها علامتك التجارية من خلال تفاعل المستهلكين معها حيث يمكن معرفة ما إذا كانت علامتك التجارية تُذكر بشكل جيد أو سئ أو محايد ، والتعرف على المؤثرين في المجال، تحديد العبارات والموضوعات التي يهتم بها عملائك المحتملين.
وتأتي اختبارات A/B كأحد أهم الأمثلة على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق. فهي أسلوب تسويقي مبني على مقارنة نسختين من صفحة على موقع لتحديد أي من النسختين يتجاوب معها العملاء والزوار بشكلٍ أفضل، أي النسخة التي تحقق أعلى معدل من التحويل. ولآنها عملية معقدة وتحتاج إلى تحليل الكثير من البيانات يصعب اعتمادها يدويًا . بالتالي تساعد تقنيات ال AI على إجراء اختبارات A/B، وتحليل النتائج بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة من الإنسان.
الخلاصة
أحرز التسويق بالذكاء الاصطناعي تقدمًا هائلًا في السنوات القليلة الماضية ،ومن المتوقع أن يصبح عنصراً لا غنى عنه في أي شركة خلال الاعوام المقبلة، لذا يتوجب على المسوقين وأصحاب الشركات إدارك أهميتة كأحد أكثر الأدوات قوةً وتأثيرًا في عالمنا اليوم والتي ينبغي استغلالها والاستفادة منها لتحقيق أفضل النتائج، وتحسين العائد على الاستثمار لضمان النجاح والتميز للمنظمة