الإدارة الاستراتيجية رحلة التخطيط والتنفيذ نحو التفوق التنظيمي

تُعدّ إدارة الاستراتيجية بمثابة الركيزة الأساسية للتخطيط والتوجيه التنظيمي لأي منظمة، حيث تُلقي بجل اهتمامها وتركيزها على وضع أهداف طويلة المدى للمؤسسة، وضمان تحقيق تلك الأهداف المرجوة خلال الإطار الزمني المحدد.

عادةً ما يقع عبء الإدارة الاستراتيجية على عاتق القادة الرئيسيين في المنظمة، حيث يقومون بتفويض بعض المهام الإدارية الاستراتيجية لأعضاء فريقهم. وغالبًا ما يتم تفضيل تفويض تلك المهام إلى الموظفين ذوي الخبرة، سواء كانوا مبتدئين يحملون شهادة في إدارة الاستراتيجية أو ذوي خبرة واسعة. ومع ذلك، يظل لدى قادة الفريق دور رئيسي في التخطيط الاستراتيجي الرئيسي ورصد التغييرات الطارئة ضمن نطاق اختصاصهم. 

في هذه المقالة سوف نقدم لك لمحة حول الإدارة الاستراتيجية ومكوناتها الأساسية بالإضافة إلى مراحلها المختلفة وصولًا إلى  أهم التحديات التي تواجهها تحقيق التفوق التنظيمي للمؤسسة.

مكونات الإدارة الاستراتيجية

تتكون الإدارة الإستراتيجية من المُكوِّنات التالية:

تحديد الأهداف

يقول رائد الأعمال الشهير والمُدرِّب الأمريكي (توني روبنز) “تحديد الأهداف هو الخطوة الأولى في التحوُّل من غير المرئي إلى المرئي.” فإذا لم تعلم المنظمة ما تريد تحقيقه بشكلٍ واضح وصريح، فبالطبع لا فائدة من التخطيط للمستقبل.

يدور هذا المُكوِّن بشكل أساسي حول تحديد الأهداف قصيرة المدى وكذلك طويلة الأجل، ويجب أن يكون لتلك الأهداف بعض الصفات، مثل ان تكون ذكية، ومحددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة ببعضها، وتتحقق في الوقت المناسب.

اقرأ أيضًا: الإدارة بالأهداف

جمع المعلومات

يتعلق المُكوِّن الثاني للإدارة الإستراتيجية بجمع المعلومات حول جميع العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن تؤثر على التنفيذ، وبالتالي على تحقيق الأهداف.

مثل: 

  • هل توجد موارد كافية، من حيث الموارد المالية والقوى العاملة لتنفيذ الإستراتيجية؟
  • هل هناك أي قوانين أو لوائح ينبغي الإهتمام بها؟
  • ماذا يفعل المنافسون الآخرون في نفس الإختصاص؟
  • ما هي المُعوقات والفرص التي قد تظهر في المستقبل؟

صياغة الإستراتيجية

بمجرد أن يتم وضع الأهداف وتنتهي عملية البحث، فقد حان الوقت الآن لصياغة الإستراتيجية، وتحديد الإجراءات التي يجب إتخاذها لتحقيق الأهداف المرجوة.

هذا هو المُكوِّن الأكثر تفصيلاً للإدارة الإستراتيجية، لأن مدى جودة صياغة الإستراتيجية يضمن بدوره مدى نجاحها، وتتضمن أيضاً تلك المرحلة عملية تخصيص الموارد في كل مرحلة من مراحل تنفيذ الإستراتيجية.

تنفيذ الإستراتيجية

الأن الإستراتيجية لديك جاهزة في شكلٍ مكتوب، وبالتالي يتبع ذلك المُكوِّن التالي وهو تنفيذها بسلاسة، ويُعد هذا الجزء هو الجزء العملي والأكثر صرامة في الإدارة الإستراتيجية، لأن كل ما خططت له يتحول إلى أنشطة وأفعال على أرض الواقع مُوجّهة نحو تحقيق الأهداف.

تقييم الإستراتيجية

قد تبدو الإستراتيجية مثالية وقابلة للتنفيذ على الورق، ولكن عند التنفيذ يمكن أن يثبُت عكس ذلك، فيمكن أن تكون هناك بعض الفجوات أو الإنحرافات عن التصميم الأصلي، مما قد يجعل الإستراتيجية غير مجدية، ومن أجل ضمان عدم حدوث ذلك، يجب مراقبة عملية التنفيذ وتقييمها على فترات مُنتظمة، وعند إيجاد أي مشكلات طارئة فيجب توصيلها إلى المعنيين بذلك على الفور.

رغم أن التنبؤ بالمستقبل مهمة صعبة التحقيق، إلا أن التحضير لأي تغييرات مُقدّر حدوثها من من خلال النظر في السيناريو الحالي للسوق المُستهدف، هو فن يمكن إحترافه فقط من خلال إتباع منهجيات الإدارة الإستراتيجية.

لا شك أن التخطيط ووضع الإستراتيجيات هما من أكثر ركائز الإدارة بدائية، لذا يجب أن تولّي منظمات الأعمال المُدرجة إهتمامًا وثيقًا لجانب الإدارة الإستراتيجية، من أجل تحقيق الأهداف قصيرة وطويلة المدى، حيث تسمح تدابير الإدارة الإستراتيجية الفعّالة للشركة بتحليل وضعها الحالي في السوق، وكذلك تساعدها أيضًا على مقارنة الأداء الحالي للشركة المعنية بمعايير الصناعة.

بدون خطة قوية ومُحكمة يمكن لمؤسستك فقط أن تنمو وتتطور إلى مستوى معين، ولذلك يجب على محترفي الإدارة الطموحين التطلع إلى إكتساب المعرفة في التخطيط الإستراتيجي من خلال التسجيل في إحدى دورات الإدارة الإستراتيجية عبر الإنترنت.

اقرأ أيضًا: علاقة ماجستير إدارة الأعمال وإدارة العلامة التجارية

أهم المراحل التي ينطوي عليها جانب الإدارة الإستراتيجية:

مرحلة البدء

يدور أهم مراحل وعناصر الإدارة الإستراتيجية حول مفهوم تحديد وفهم أهداف المنظمة بشكل واضح ومُحدّد.

يُعد تحديد الأهداف قصيرة المدى طريقة مثالية للبدء، فهي بمثابة مُخطط مباشر في الطريق نحو تحقيق الأهداف طويلة المدى، وخلال هذه المرحلة الأولية يجب فصل أدوار ومسؤوليات الأفراد وإدارة الفريق، كما يجب أن توفر هذه العملية لكل عضو في الشركة غرضًا يحفزهم على المدى الطويل.

مرحلة التحليل

لبناء وحدة إدارة إستراتيجية فعّالة، يلزم إجراء بحث شامل عن السوق في هذه المرحلة، فتساعد البيانات التي يتم جمعها من داخل المنظمة والسوق في صياغة خطة إنتاجية تعمل كركيزة وبنية أساسية للإدارة الإستراتيجية، كما تسمح هذه العملية للشركة بتحديد نقاط الضعف الداخلية التي قد تؤثر على عمليات الشركة.

مرحلة تشكيل الإستراتيجية

هنا يتم إستخدام جميع البيانات والمعلومات التي تم جمعها لتشكيل إستراتيجية فريدة تُلبي جميع إحتياجات ومُتطلبات الشركة، وبناءً على القوى العاملة المتاحة، يتعين على الشركة أن تقرر وتتحكم في شراء الأصول وتوظيف المهنيين، فمعرفة إمكانات مواردك هنا أمر مهم للغاية في الإدارة الإستراتيجية.

مرحلة تنفيذ الإستراتيجية

التخطيط هو وجه واحد فقط للعملة لأنه يحتاج إلى دعم فعّال من خلال التنفيذ، وخلال هذه المرحلة، يجب أن يكون لدى جميع الموظفين والفريق المعني بها فكرة واضحة عن هدف المنظمة والخطة المُصاغة، بحيث يمكن إكمال التنفيذ بشكل مثالي.

مرحلة المُراقبة

تتضمن هذه المرحلة إدارة، وتحليل، وتتبع، وتقييم جميع الخطوات التي تم دمجها في خطة الإدارة الاستراتيجية.

بحلول هذا الوقت، ستكون قادراً بالفعل على قياس النتائج المرجوة بالنتيجة الحالية، وكذلك إعتماد تلك النتائج لتنفيذ خطة جديدة مع إدراج بعض التعديلات.

التحديات التي تواجه الإدارة الاستراتيجية

تواجه الإدارة الاستراتيجية العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها لضمان نجاح العمليات وتحقيق الأهداف المستهدفة. إليك بعض التحديات الشائعة وكيفية التغلب عليها:

1. تحديات التغيير:

   – المقاومة للتغيير: التأكد من توفير التوجيه القيادي وتحفيز الموظفين على قبول التغيير.

   – إدارة التغيير: وضع خطة تغيير فعالة تشمل التواصل الجيد وتدريب الموظفين.

2. تحديات التخطيط:

   – عدم التنسيق: ضمان تنسيق جميع جوانب الخطة الاستراتيجية مع أقسام الشركة المختلفة.

   – عدم الوضوح: ضمان وضوح الأهداف والاستراتيجيات وتحديد المسؤوليات بوضوح.

3. تحديات التنفيذ:

   – نقص الموارد: تحديد الموارد المطلوبة وتخصيصها بفعالية لتحقيق الأهداف.

   – قلة المشاركة: تعزيز المشاركة الفعّالة للموظفين في تنفيذ الاستراتيجيات.

4. تحديات الرصد والتقييم:

   – قلة البيانات: تأكيد وجود نظام فعّال لجمع وتحليل البيانات لقياس أداء الاستراتيجية.

   – عدم التكيف: إجراء تقييم دوري وتعديل الاستراتيجية وفقًا للتحديات الجديدة.

5. تحديات التنافس:

   – سرعة التغيير: إدارة التغيرات السريعة في البيئة الخارجية بمرونة.

   – فهم السوق: تحسين فهم السوق والتوقعات وضبط الاستراتيجيات بناءً على ذلك.

6. تحديات الابتكار:

   – ثقافة الابتكار: تعزيز ثقافة داعمة للابتكار وتشجيع الموظفين على التفكير الإبداعي.

   – إدارة المخاطر: التفكير بشكل استراتيجي حول كيفية التعامل مع المخاطر المترتبة على الابتكار.

7. تحديات التواصل:

   – فهم غير كاف: توفير توجيه وتواصل فعّال للموظفين حتى يكونوا على دراية بالرؤية والاستراتيجيات.

8. تحديات التكنولوجيا:

   – تبني التكنولوجيا: التحديث المستمر للتكنولوجيا لتعزيز فعالية العمليات وتحسين الأداء.

يتطلب التغلب على هذه التحديات تفعيل رؤية استراتيجية قوية واستخدام أدوات إدارة فعّالة مع التفرغ للتعلم المستمر وضبط الاستراتيجية بمرونة بحسب التطورات الداخلية والخارجية.

اقرأ أيضًا: دليل مبسّط لفهم أهمية الاقتصاد الإداري

ختامًا

لمعرفة المزيد حول فن الإدارة الإستراتيجية، فتأكد من التواصل مع الخبراء المتخصصين في هذا المجال الدراسي، وتعلُّم كيفية تطبيقها خلال عملك الخاص.

يٌقدم لك المركز الثقافي المصري “ECC” برنامج ماجستير إدارة الأعمال بمختلف تخصصاته من أفضل الجامعات المعتمدة في العالم، التي تفتح أمامك العديد من الفرص.

كل ما عليك هو الإتصال بنا لمعرفة المزيد عن ماجستير إدارة الأعمال (MBA) من المركز الثقافي المصري، وللتحقق من المعلومات المتعلقة بمتطلبات الوصول، ومعايير القبول، والإختبارات، أو الوثائق التي تحتاجها للتقديم.

فقط سجل استشارة مجانية مع أحد مستشارينا التعليميين من خلال الرابط أدناه:

https://eccceg.com/