يعد البحث العلمي ذراع المجتمع التي لا تنطوي، فهو طريق المجتمع للتطور والنمو حيث يهدف إلى الكشف عن المعلومات والحقائق والعلاقات الجديدة والتأكد من صحتها مستقبلاً. ولكن هل توجد قواعد عامة تحكم البحث العلمي ؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
تعريف البحث العلمي
هو مجموعة متنوعة من العمليات المنظمة تهدف إلى جمع البيانات وتحليلها باتباع أساليب ومناهج علمية محددة، بهدف استقصاء صحة معلومة أو فرضية ما. في البحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن بواسطتها الوصول الى حل لمشكلة ما، كما يمثل وسيلة لاكتشاف حقائق جديدة عن طريق الدراسة والوصف والتحليل.
1- اختيار موضوع البحث
يجب أن يعبر موضوع البحث عن قضية أو مشكلة ويسعى البحث في الأجابة عنها، أو الإضافة إلى مجال تخصصك.
ويتم الأختيار من خلال بحثك عن أحدث التطورات والأخبار عن قضية ما ، والبحث عن الربط بين قضيتك وموضوع متصل بها، ومناقشة أفكارك مع المسؤل عن بحثك ، ولكي نتمكن من معرفة مدى توفر المعلومات والمراجع التي يمكن الرجوع لها خلال كتابة البحث العلمي يجب عمل بحث مبدئي عن المصادر، ومن الأفضل لتكون شغوفا لتقديم الجديد ان يكون الموضوع ذو أهمية لك.
يمكنك أيضًا استخدام أسلوب التساؤل، والذي يمكن أن يساعدك في العثور على بُعد جديد يمكنك من خلاله تطبيقه على بحثك. حدد المفاهيم الرئيسية أو الكلمات الرئيسية التي سيتم استخدامها في بحثك.
بمجرد اختيار موضوعك، ابدأ بمراجعة الأدبيات والأبحاث الأخرى ذات الصلة، وهذا سيساعدك على تحديد الإطار المرجعي أو النظرية لدراستك، بالإضافة إلى تحديد سؤال البحث الخاص بك بدقة.
تعرّف على التخطيط الاستراتيجي للاتصال المؤسسي
2- تحديد مشكلة البحث
تعد مشكلة البحث أحد أهم مراحل البحث العلمي كونها تساعد في تحديد جميع إجراءات البحث وخطواته، بدءًا من نوعية الدراسة التي سيقوم بها، وطبيعة المنهج الذي سيتبعه، والمفاهيم التي يجب تحديدها وصولاً إلى خطة البحث اللازمة وأدواتها . قد تنتج مشكلة البحث عن خلل في موضوع علمي معين ويحتاج إلى توضيح أسباب وعوامل حدوثه وكذلك من أجل الوصول إلى حل للتقليل من حجم المخاطر الناتجة عن هذا الخلل، أو أنها تنتج عن غموض في ظاهرة معينة من شأنها تلزم الباحثين بإجراء التحريات اللازمة من أجل الكشف عن هذا.
3- اختيار عنوان :-
وتأتي اختيار عنوان البحث بعد تحديد المشكلة ويمتلك الباحث معلومات مسبقة عنه وأصعب ما يمر به الباحث هو اختيار العنوان.
4- كتابة مقدمة البحث :-
ولا يمكننا تجاهل مقدمة البحث لأنها من الاساسيات ويجب أن تكون مختصرة وواضحة في نفس الوقت مع إبراز اهمية هذه الدراسة وذكر بعض الحلول التي تكون مبتكرة لحل تلك المشاكل بشكل مشوق من أجل جذب القارئ.
5- أهداف البحث العلمي
بعد تقديم ملخص شامل لبحثك في المقدمة، انتقل إلى شرح أهداف البحث العلمي بتفصيل. اذكر السبب وراء اختيارك لهذا الموضوع دون غيره، ومدى أهميته واحتياج تخصصك له، وما يمكن أن يضيفه هذا البحث من إسهامات جديدة ومعرفة.
6- تحديد أسئلة وفرضيات البحث العلمي
ترتبط أسئلة البحث العلمي بشكل وثيق بمشكلة البحث، سواء من حيث الكمية أو الكيفية. تُطرح في البحث أسئلة عديدة تُجيب عنها لتحليل وفهم المشكلة بدقة، بما يشمل جميع أبعادها وتأثيراتها. يجب أن تغطي هذه الأسئلة كافة الجوانب الكبيرة والصغيرة للموضوع المدروس. تُستخدم الأسئلة بشكل رئيسي في أبحاث العلوم الإنسانية، بينما تُستخدم الفرضيات بشكل أكبر في الأبحاث العلمية.
7- أهداف البحث
أهداف البحث هي الأساس من البحث ، ومن خلال البحث يسعى الباحث للوصول لتلك الأهداف ، سواء كانت مشكلا يبحث عن حلها أو فرضيات يؤكدها ، كما أن من الضروري مراعاة الباحث لإمكانية تحقيق تلك الأهداف ، ومن الضروري أيضا أن تكون المناقشة مختلفة وعن النقاشات السابقة.
تعرّف على التسويق الاستراتيجي دوره وأهميته في نجاح الشركات
8- تحديد منهج البحث
يمثل المقترح البحثي الخطوط العريضة التي يتم وضعها لإرشاد الباحث أثناء الدراسة، وتوجهه في مسيرته البحثيّة، حيث يشمل كل من الدراسات السابقة والسؤال البحثي ومنهجية الدراسة وفرضية الدراسة وغيرها
تواصل معنا الآن لمعرفة المزيد من التفاصيل:
9- كتابة متن البحث العلمي
هي مرحلة مهمة من مراحل البحث العلمي،والتي يعود الباحث من خلالها إلى مجموعة من المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث العلمي، ويبحث فيها عن المعلومات التي تتعلق وترتبط ببحثه . حيث يستعرض فيها الباحث جميع المعلومات التي جمعها خلال بحثه، ثمّ يفسرها ويحللها بشكلٍ تفصيليّ، ويشرح العلاقة بينَ متغيرات البحث، وبالتالي يتوصل إلى الإجابة عن جميع التساؤلات التي وضعها في بداية البحث .ويتبع ذلك وضع مجموعةٍ من الاستنتاجات والتوصيات لحلّ المشكلة التي يدور حولها البحث، وذلك باستخدام مجموعةٍ من الأساليب والإجراءات البيانيّة والإحصائيّة الملائمة لطبيعة هذه البيانات
تعرّف على شروط الحصول على الـ MBA؟
مناهج البحث العلمي
تتسم البحوث العلمية بالعمق والتحليل الدقيق للمشكلة محل الدراسة بكافة جوانبها ومفاهيمها. ويأتي ذلك بالاضافة الى الموضوعية التامة التي يجب أن يتحلى بها الباحث سواء في مرحلة البحث وتجميع كافة المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة أو في كتابة وصياغة أفكار الدراسة وتوجيهاتها لتجنب أي خطأ أو تحيز شخصي قد يسبب ظهور نتائج مزيفة. ولكي يحدث ذلك في اطار محكم يجب اتباع منهج علمي سليم يتوافق مع معطيات الدراسة كي يخرج بالقيمة الايجابية المرجوة .
وقد تم تصنيف مناهج البحث الى 6 انواع مختلفة تتمثل في
المنهج الوصفي: يأتي المنهج الوصفي في طليعة مناهج البحث العلمي المستخدمة لتفصيل الدراسات البحثية، فنادرًا ما يخلو بحثًا منه؛ سواء تم استخدامه بشكل منفرد، أو بالتبادل مع منهج آخر. ويعتمد في الاساس على ملاحظة الظاهرة محل الدراسة والعمل على وضع إطار وصفي لها، ومحاولة الوصول لأسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج ومن ثم تعميمها.
المنهج التجريبي: يعتمد الباحث في هذا المنهج على التحكم بالمتغيِرات،حيث يتم تثبيت كافة العوامل المؤثرة على الظاهره ما عدا متغيِر واحد يتم إخضاعه للتغيير، بهدف قياس نتائج ذلك المتغيرعلى الاتجاهات الخاصة بالظاهرة.
المنهج التحليلي: يتألف ذلك المنهج من ثلاثة عناصر وهي تحليل المشكلة لأجزاء، التقويم والنقد لكل جزء بصفة مستقلة، وفي النهاية التركيب والاستنتاج العلمي. يعتبر البعض المنهج التحليل أحد مناهج البحث العلمي الفرعية، وهو بمثابة مُكمل هام لغيره من المناهج، وفي ذلك نجد المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج الاستقرائي التحليلي، والمنهج المقارن التحليلي وما الى ذلك
المنهج الاستقرائي : يبدأ المنهج الاستقرائي بدراسة الجزئيات، وبعد ذلك يصل للعموميات. ويستخدم في دراسة العلوم الطبيعية بشكل أكبر من العلوم الاجتماعية أوالإنسانية، ويعتمد بالاساس على مرحلة التجريب والملاحظة بأسلوب دقيق، ثم وضع الفرضيات فيما بين العلاقات المتباينة، وفي النهاية التوصل للأسباب التي يمكن تعميمها
تعرّف على مهام الإدارة المالية
المنهج المقارن: عادة ما يُستخدم المنهج المقارن في المجال القانوني والشرعي والاجتماعي. بحيث يهدف إلى عقد مقارنة موضوعية بين ظاهرتين في مكانين مختلفين، و مطالعة ما توصل إليه الآخرون من معارف في دول أخرى، وتطويع ذلك بما يناسب الظروف المحلية لتفسير الظواهر.
المنهج التاريخي : تعد المعرفة التاريخية لبعض الظواهر الاجتماعية على قدر كبير من الأهمية؛ من أجل فهم الواقع، ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة للمنهج التاريخي “الاستردادي” كـأحد أهم أنواع مناهج البحث العلمي. فهو يُعد بمثابة استرجاع للأحداث المؤرخة الماضية ويستهدف ترجمة العلاقات والمفاهيم. وتكوين صورة نهائية تحل إشكالية البحث، وذلك في ضوء الأسئلة أو الفرضيات التي يضعها في بداية البحث أو الرسالة العلمية.
يمكنك دراسة الماجستير في سويسرا والدراسة من أي بلد عربي -عن بعد- فقط عن طريق المركز الثقافي المصري بالتعاون مع الأكاديمية الدولية السويسرية IBAS.
تواصل معنا الآن: https://wa.me/201000498154