خطوات البحث العلمي

يعد البحث العلمي ذراع المجتمع التي لا تنطوي، فهو طريق المجتمع للتطور والنمو حيث يهدف إلى الكشف عن المعلومات والحقائق والعلاقات الجديدة والتأكد من صحتها مستقبلاً. ولكن هل توجد قواعد عامة تحكم البحث العلمي ؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.

مفهوم البحث العلمي

هو مجموعة متنوعة من العمليات المنظمة تهدف إلى جمع البيانات وتحليلها باتباع اساليب ومناهج علمية محددة، بهدف استقصاء صحة معلومة او فرضية ما. فالبحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن بواسطتها الوصول الى حل لمشكلة ما، كما يمثل وسيلة لاكتشاف حقائق جديدة عن طريق الدراسة والوصف والتحليل.  

مناهج البحث العلمي

تتسم البحوث العلمية بالعمق والتحليل الدقيق للمشكلة محل الدراسة بكافة جوانبها ومفاهيمها. ويأتي ذلك بالاضافة الى الموضوعية التامة التي يجب أن يتحلى بها الباحث سواء في مرحلة البحث وتجميع كافة المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة أو في كتابة وصياغة أفكار الدراسة وتوجيهاتها لتجنب أي خطأ أو تحيز شخصي قد يسبب ظهور نتائج مزيفة. ولكي يحدث ذلك في اطار محكم يجب اتباع منهج علمي سليم يتوافق مع معطيات الدراسة كي يخرج بالقيمة الايجابية المرجوة .

وقد تم تصنيف مناهج البحث الى 6 انواع مختلفة تتمثل في 

 

المنهج الوصفي: يأتي المنهج الوصفي في طليعة مناهج البحث العلمي المستخدمة لتفصيل الدراسات البحثية، فنادرًا ما يخلو بحثًا منه؛ سواء تم استخدامه بشكل منفرد، أو بالتبادل مع منهج آخر. ويعتمد في الاساس على ملاحظة الظاهرة محل الدراسة والعمل على وضع إطار وصفي لها، ومحاولة الوصول لأسبابها، والعوامل التي تؤثِّر فيها، واستخراج النتائج ومن ثم تعميمها.

المنهج التجريبي: يعتمد الباحث في هذا المنهج على التحكم بالمتغيِرات،حيث يتم تثبيت كافة العوامل المؤثرة على الظاهره ما عدا متغيِر واحد يتم إخضاعه للتغيير، بهدف قياس نتائج ذلك المتغيرعلى الاتجاهات الخاصة بالظاهرة.

المنهج التحليلي: يتألف ذلك المنهج من ثلاثة عناصر وهي تحليل المشكلة لأجزاء، التقويم والنقد لكل جزء بصفة مستقلة، وفي النهاية التركيب والاستنتاج العلمي. يعتبر البعض المنهج التحليل أحد مناهج البحث العلمي الفرعية، وهو بمثابة مُكمل هام لغيره من المناهج، وفي ذلك نجد المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج الاستقرائي التحليلي، والمنهج المقارن التحليلي وما الى ذلك

المنهج الاستقرائي 

يبدأ المنهج الاستقرائي بدراسة الجزئيات، وبعد ذلك يصل للعموميات. ويستخدم في دراسة العلوم الطبيعية بشكل أكبر من العلوم الاجتماعية أوالإنسانية، ويعتمد بالاساس على مرحلة التجريب والملاحظة بأسلوب دقيق، ثم وضع الفرضيات فيما بين العلاقات المتباينة، وفي النهاية التوصل للأسباب التي يمكن تعميمها

المنهج المقارن: عادة ما يُستخدم المنهج المقارن في المجال القانوني والشرعي والاجتماعي. بحيث يهدف إلى عقد مقارنة موضوعية بين ظاهرتين في مكانين مختلفين، و مطالعة ما توصل إليه الآخرون من معارف في دول أخرى، وتطويع ذلك بما يناسب الظروف المحلية لتفسير الظواهر.

المنهج التاريخي

 تعد المعرفة التاريخية لبعض الظواهر الاجتماعية على قدر كبير من الأهمية؛ من أجل فهم الواقع، ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة للمنهج التاريخي “الاستردادي” كـأحد أهم أنواع مناهج البحث العلمي. فهو يُعد بمثابة استرجاع للأحداث المؤرخة الماضية  ويستهدف ترجمة العلاقات والمفاهيم. وتكوين صورة نهائية تحل إشكالية البحث، وذلك في ضوء الأسئلة أو الفرضيات التي يضعها في بداية البحث أو الرسالة العلمية.

أهمية البحث العلمي

يساعد البحث العلمي في زيادة الابتكار والتجديد وتطوير المنتجات والخدمات مما يساهم في تيسير أساليب حياة الإنسان من خلال الاختراعات والابتكارات الجديدة.

تساهم الأبحاث العلمية بشكل عام في توسع وتطور المؤسسات وزيادة حصتها السوقية .

يعد التنبؤ من الأمور التي يهتم بها ويركز عليها البحث العلمي .حيث يهدف التنبؤ إلى وضع تصورات واحتمالات عن الأمور التي من الممكن أن تحدث في المستقبل لمجموعة من الظواهر، فيدرس الباحث الظاهرة ومن ثم يتوقع التغيرات التي ستطرأ عليها في المستقبل، كما يعمل على دراسة الظروف المختلفة التي تؤثر على الظاهرة.

المساهمة في تقديم الحلول المناسبة والصحيحة للمشكلات التي تطرأ في المجتمع والمساهمة في تجنب المشكلات المتوقع حدوثها.

خطوات البحث العلمي

 

1- تحديد مشكلة البحث 

تعد مشكلة البحث أحد أهم مراحل البحث العلمي كونها تساعد في تحديد جميع إجراءات البحث وخطواته، بدءًا من نوعية الدراسة التي سيقوم بها، وطبيعة المنهج الذي سيتبعه، والمفاهيم التي يجب تحديدها وصولاً إلى خطة البحث اللازمة وأدواتها . قد تنتج مشكلة البحث عن خلل في موضوع علمي معين ويحتاج إلى توضيح أسباب وعوامل حدوثه وكذلك من أجل الوصول إلى حل لتقليص من حجم المخاطر الناتجة عن هذا الخلل، أو أنها تنتج عن غموض في ظاهرة معينة من شأنها تلزم الباحثين بإجراء التحريات اللازمة من أجل الكشف عن هذا.

2- مقترح البحث 

يمثل المقترح البحثي الخطوط العريضة التي يتم وضعها لإرشاد الباحث أثناء الدراسة، وتوجهه في مسيرته البحثيّة، حيث يشمل كل من الدراسات السابقة والسؤال البحثي ومنهجية الدراسة وفرضية الدراسة وغيرها 

3-جمع المعلومات ومعالجتها

هي مرحلة مهمة من مراحل البحث العلمي،والتي يعود الباحث من خلالها إلى مجموعة من المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث العلمي، ويبحث فيها عن المعلومات التي تتعلق وترتبط ببحثه . حيث يستعرض فيها الباحث جميع المعلومات التي جمعها خلال بحثه، ثمّ يفسرها ويحللها بشكلٍ تفصيليّ، ويشرح العلاقة بينَ متغيرات البحث، وبالتالي يتوصل إلى الإجابة عن جميع التساؤلات التي وضعها في بداية البحث .ويتبع ذلك وضع مجموعةٍ من الاستنتاجات والتوصيات لحلّ المشكلة التي يدور حولها البحث، وذلك باستخدام مجموعةٍ من الأساليب والإجراءات البيانيّة والإحصائيّة الملائمة لطبيعة هذه البيانات 

4- مناقشة النتائج وتقييمها

بعدَ تحليل البيانات والمعلومات التي تم جمعها . يتوصل الباحث الى عدة نتائج والتي تمثل حلًا معقولٍ للمشكلة المطروحة ويضعها الباحث في بداية بحثه، وقد يثبت صحة الفرضية باتفاقها مع جميع الحقائق، وقد يُثبت خطؤها.

5- توثيق المراجع والملحقات 

 في تلك المرحلة يقوم الباحث بترتيب المصادر والمراجع والملاحق بحسب الطرق العلمية المتبعة

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *